روعــــــهــــ الأبـــداعـــ

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات روعــــــهــــ الأبـــداعـــ ترحب بكمــ


3 مشترك

    عجوز على الجسر/ قصة لـ ارنيست همنغوي

    *حلاتي بعنادي*
    *حلاتي بعنادي*


    عدد المساهمات : 7
    نقاط : 17
    تاريخ التسجيل : 02/09/2009

    عجوز على الجسر/ قصة لـ ارنيست همنغوي Empty عجوز على الجسر/ قصة لـ ارنيست همنغوي

    مُساهمة من طرف *حلاتي بعنادي* الأربعاء سبتمبر 02, 2009 7:53 am

    جلس رجلٌ عجوز بنظارته معدنية الإطار وملابسه المغبرة كثيراً على قارعة الطريق. وكان ثمة جسر عائم عبر النهر، تجتازه عربات نقلٍ، شاحناتٌ، رجالٌ، نساءٌ وأطفال. وكانت البغال التي تجر العربات تترنحُ من عُلو شاهق على طرف الجسر، بينما كان هنالك جنودٌ يساعدون في دفع مكابح العجلات.

    كانت الشاحنات تندفع منطلقةً بقوة لتخرج منه، أما الفلاحون فكانوا يتدافعون بكواحلهم الغارقة في الغبار على طول الجسر. لكن العجوز كان جالساً هناك بلا حراك. كان متعباً جداً ليبتعد أكثر.

    كانت مهمتي أن أقطع الجسر لأكتشف ما وراءهُ كي أتحقق أية نقطةٍ تقدم إليها العدو. ولقد فعلتُ هذا ورجعت عن الجسر الذي خفتْ عنه حركة العربات والشاحنات. وبقي بعض المشاة القليلين، غير أن العجوز لما يزل هناك، لم يبرح مكانه.

    سألته:

    - من أين أنت قادم؟

    قال مبتسما:

    - من سانت كارلو.

    كانت تلك المدينة مسقط رأسه، وذكرها يبعث في نفسه سرورا، ثم قال موضحاً:

    - كنت أرعى الحيوانات.

    قلت دون أن أفهمه جيدا:

    - أوه..

    قال:

    - نعم .. إني بقيت هنا كما ترى أرعى حيوانات، وكنت آخر من ترك سانت كارلو. وتمعنتُ في ثيابه السوداء المغبرة، بوجهه الأشهب المُغبر ونظارته المعدنية، فهو لا يبدو أنه راعٍ ولا من الرعاة، وقلتُ:

    - أية حيوانات تلك؟

    قال وقد هزَّ رأسه:

    - متنوعة، كان عليَّ أن أتركها.

    كنت أرقب الجسر وذلك الذي يشبه الافريقي من دلتا ((ايبرو))، وأتساءل كم من الوقت سيمضي منذ الآن قبل أن نرى العدو. وكنت أصغي طوال الوقت لأول تلك الضوضاء التي لابد أن تشير الى تلك الأحداث الخفيّة التي تستدعي الاتصال، ولما يزل ذلك العجوز مزروعاً هناك. ثم قلت:

    - أية حيوانات تعني؟

    - كلها ثلاثة حيوانات.

    وقال شارحاً:

    - شاتان وقطة. وكان هنالك أربعة أزواج من الحمام.

    سألته:

    - وكان عليك أن تتركها؟!

    - نعم بسبب القصف.. أمرني الرائد أن أغادر بسبب القصف.

    سألته بينما أرقب نهاية رأس الجسر حيث كانت العربات القليلة تهرول مسرعة الى منحدر الضفة:

    - وأنت، أليس لك عائلة؟

    - لا ، الحيوانات فقط، القطة طبعاً ستكون على ما يرام، تستطيع أن تتدبر أمرها، لكنني لا استطيع أن أفكر كيف يكون عليه حال الحيوانات الأخرى.

    قلت له:

    - أية سياسة تعتنق؟

    قال:

    - لا سياسة لي. عمري ستة وسبعون عاما، قطعتُ مسافة اثني عشر كيلومتراً، ولا استطيع أن أذهب الى أبعد من هذا.

    قلتُ:

    - ليس هذا مكاناً جيداً للتوقف فيه، إذا كان بامكانك، فهنالك شاحنات على الطريق تفترق عند طرطوسا.

    قال:

    - عليّ أن أنتظر بعض الوقت، ثم سأمضي، أين تذهب الشاحنات؟

    اخبرته:

    - باتجاه برشلونا.

    قال:

    - أعرف أن لا أحد يسير في ذلك الاتجاه، مع ذلك شكراً جزيلاً، وشكرا جزيلاً مرة أخرى. نظر إلي وكان متعبا وشاحبا جداً، وقال باحثاً عمن يشاركهُ قلقه:

    - القطة تتدبر أمرها، أنا متأكد من ذلك. لا حاجة للانزعاج عليها، ولكن ماذا عن الحيوانات الأخرى؟ ماذا سيحل بها؟

    - لماذا الانزعاج؟ لعلها تمر بسلام.

    - هل تعتقد ذلك؟

    - قلت له، وكنت أرقب آخر ضفة الجسر حيث لا وجود للعربات.

    - لم لا؟!

    - ولكن ماذا ستفعل تحت القصف وقد أمرني الرائد بالرحيل؟!

    سألته:

    - هل أبقيت القفص مفتوحا؟

    - نعم.

    - إذن ستطير.

    - نعم ، ستطير حتما، لكن ماذا عن الحيوانات الأخرى؟

    وأضاف لنفسه:

    - من الأفضل أن لا أفكر بها.

    ألححتُ عليه:

    - إذا بقيت سأمضي.. انهض. حاول أن تذهب الآن.

    قال:

    - شكراً.

    ونهض على قدميه، متأرجحاً ذات اليمين وذات الشمال، ثم عاد ليجلس في الغبار وقال بغباء:

    - كنت مهتماً بأمر الحيوانات، لكنها لم تعد لي.. كنت فقط مهتماً بها.

    لم يكن بوسعي أن أفعل من أجله شيئاً. كان يوم عيد الفصح، والفاشيون يتقدمون باتجاه ايبرو.

    كان يوماً رمادياً مطبقاً حالكاً، بسقف واطئ، لا تُحلقُ طائراتهم فيه. هذا وإن الحقيقة تؤكد أن القطط تستطيع أن تتدبر أمرها، أما الحظ السعيد للرجل العجوز فلن يُنال أبدا.

    :::::::::::::: قصة مترجمه ::::::::::::::
    للصمت اسباب
    للصمت اسباب
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 82
    نقاط : 103
    تاريخ التسجيل : 01/09/2009

    عجوز على الجسر/ قصة لـ ارنيست همنغوي Empty رد: عجوز على الجسر/ قصة لـ ارنيست همنغوي

    مُساهمة من طرف للصمت اسباب الأربعاء سبتمبر 02, 2009 8:52 am

    يعطيك العافيه...
    ال ج ـرح أرحــم
    ال ج ـرح أرحــم
    ::. إدارة المنتدى .::
    ::. إدارة المنتدى .::


    عدد المساهمات : 109
    نقاط : 160
    تاريخ التسجيل : 30/08/2009
    الموقع : بيـــــن موج البـــحر

    عجوز على الجسر/ قصة لـ ارنيست همنغوي Empty رد: عجوز على الجسر/ قصة لـ ارنيست همنغوي

    مُساهمة من طرف ال ج ـرح أرحــم الأربعاء سبتمبر 02, 2009 9:09 pm

    مشـــ ك ـــور عــزيـزي
    ما قصرت صراحه..
    لك جزيــل الشكر والتقدير والعرفان ..

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 12:25 pm